يبدو أن حالة من الإجماع ترتسم بشأن مصير الجنيه المصري خلال الأيام المقبلة وسط توقعات بزيادة كبيرة في معدلات الفائدة، تزامنا مع نشوة الدولار الأمريكي الذي يحلق قرب مستويات قياسية.

وأكدت بنوك الاستثمار الكبرى إن قرارات الفيدرالي الأمريكي بشأن الفائدة، لن تكون الأخيرة، وسط توقعات بزيادة سعر الفائدة 6 مرات، وهو ما سينعكس سلبا على الجنيه خلال الفترة المقبلة.

وقالت بنوك الاستثمار وبيوت الأبحاث إن الأسواق الناشئة من أكبر المتأثرين بمثل هذه القرارات، نظرًا للارتباط مع الدولار، الذي شهد ارتفاعًا أمام العملات الأجنبية الأخرى تزامنا مع موجات التضخم العالمية.

زيادة حتمية

توقع تقرير لبنك بي إن بي باريبا أن يقدم البنك المركزي المصري على رفع سعر الفائدة بنسبة 2% خلال اجتماع استثنائي هذا الأسبوع.

وقال في تقرير له عن الاقتصاد المصري صادر أمس: "نحن نرى أن هناك فرصة أن يرفع البنك المركزي المصري سعر الفائدة 2% خلال اجتماع طارئ هذ الأسبوع، قبل الموعد المحدد لاجتماع لجنة السياسة النقدية في 19 مايو الجاري"

ويتوقع تقرير بي إن بي باريبا أن يقدم المركزي على رفع جديد في سعر الفائدة بنسبة 1% خلال شهري أغسطس وسبتمبر المقبلين.

وقال التقرير نرى أن التحديات الخاصة بسعر الفائدة عالميًا والمخاطر المتعلقة بحرب أوكرانيا تعني أن مصر تحتاج إلى رفع الفائدة بين 3 إلى 4% لتحفيز التدفقات الأجنبية على الديون المصرية.

وقال البنك بالرغم من تصاعد الطلب على سندات الخزانة بالجنيه من مضاعف 1.5 في مارس إلى 2.1 في أبريل، لكن الارتفاع كان من مشترين محليين بينما واصل المستثمرين الأجانب الخروج من مصر.

وأضاف البنك الفرنسي أن مزاد أبريل لبيع مليار دولار سندات بالدولار لم يجتذب سوى البنوك المحلية التي استخدمت الودائع الدولارية لديها.

من المتوقع أن ترفع مصر سعر الفائدة 2% في اجتماع طارئ للبنك المركزي المصري قبل اجتماع لجنة السياسات النقدية المقرر في 19 مايو، ثم 1% في أغسطس ثم 1% في سبتمبر لتصل الفائدة إلى 13.25% بحلول الربع الرابع من العام.

وقال بنك بي إن بي باربيا أن من المتوقع أن يصل التضخم أوجه في الربع الثالث من العام الجاري، وأن السوق المحلي لن يتعافى قبل الربع الثالث.

حرب أوكرانيا

وقال البنك الفرنسي بسبب حرب أوكرانيا، مصر تحتاج لرفع إضافي لسعر الفائدة 3-4% لاجتذاب الأموال الساخنة.

من المتوقع أن تصل سندات الخزانة بالجنيه إلى 17-18% في الربع الأخير من العام، للتغلب على متوسط التضخم (12.2%) فيصبح الربح الحقيقي للمستثمر الأجنبي (الأموال الساخنة) هو 4-5%، وفقًا للبنك.

ويتوقع بنك باريبا أن تواصل الجنيه المصري هبوطه في الأسابيع القادمة بسبب افتقاد السيولة الدولارية ورغبة الحكومة في الحصول على قرض من صندوق النقد بنحو 10 مليار دولار أو أكثر.

رد فعل

سارعت البنوك المركزية العربية، عقب قرار الفيدرالي، إلى رفع أسعار الفائدة، إذ أعلن المركزي السعودي رفع معدل اتفاقيات إعادة الشراء "الريبو" بمقدار 0.5 %، من 1.25 إلى 1.75 %.

ورفع البحرين المركزي سعر الفائدة الأساسي للودائع لمدة أسبوع بمقدار 50 نقطة أساس إلى 1.75 %، وزاد أيضاً سعر الفائدة للودائع والإقراض لليلة واحدة 50 نقطة أساس إلى 1.5 % و3 % على الترتيب.

ورفع مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي سعر الفائدة الأساسي بمقدار 50 نقطة أساس اعتباراً من الخميس الماضي.

وقرر مصرف قطر المركزي رفع فائدة الإيداع 50 نقطة أساس إلى 1.50 % وفائدة الإقراض 25 نقطة أساس إلى 2.75 %.

وبنسبة أقل، زاد بنك الكويت المركزي سعر الخصم بواقع ربع نقطة مئوية من 1.75 % إلى 2 %.

الفيدرالي

وقال جيروم باول، رئيس الفيدرالي الأمريكي، إنه يتوقع زيادات إضافية في أسعار الفائدة بنسبة 0.5% على طاولة الاجتماعات القادمة.

وأضاف باول في مؤتمر صحفي عقب قرار الفيدرالي أن التضخم لا يزال أعلى بكثير من هدف البنك البالغ 2%، وخلال مارس الماضي بلغ معدل التضخم السنوي في أمريكا 8.5%، وسجل التضخم الشهري 1.2%.

وقال باول: "أننا نركز على توظيف أدوات البنك لإعادة التضخم إلى ما نريده أن يكون.. مشيرًا إلى أن الاقتصاد الأمريكي يمكن أن يتحمل تشديد السياسة النقدية".