الفقر يفترس اللاجئين في رمضان وسط الدمار الاقتصادي في لبنان
بوابة إفريقيا الإخبارية - وكالاتبوابة إفريقيا الاقتصاديةفي كوخ بلبنان، يعيش حسين الخالد منذ عشر سنين، بعد أن فر هو وعائلته من الحرب في سوريا. لكن في هذه السنة بالتحديد تتضافر تبعات جائحة كورونا مع الانهيار الاقتصادي ليجعلا رمضان الأشد صعوبة بين كل سنوات الغربة.
يعيش حسين الخالد وزوجته وأطفالهما، وعددهم 11، في كوخ مقسم إلى غرفتين من الخشب والقماش المشمع بمخيم غير رسمي للاجئين في بلدة بر إلياس بسهل البقاع. تعتمد الأسرة الآن على التبرعات الإنسانية لعدم وجود عمل.
وقال حسين الخالد البالغ من العمر 50 عاما والذي لم يعمل منذ ستة أشهر " هالسنة الوضع النفسي تعبان. إجى رمضان و بتحتار شو بدك تعمل عشا (وجبة الإفطار) لولادك".
تقول زوجته الملقبة بأم أحمد، إن الأسرة لم تعد قادرة على شراء ما يكفي من زيت لقلي البطاطا (البطاطس) كي يفطروا عليها في رمضان.
ولًت الأيام التي كان فيها رمضان عيدا ومناسبة لشراء الملابس الجديدة للأطفال، عندما كانت الأسرة تعيش حياة كريمة في حلب، وكان الرجل يعمل بشكل منتظم في مجال البناء. هدمت الحرب منزلهم ودمرت تلك الحياة.
قال "أنا ما كنت بتوقع (لم أكن أتوقع هذا). مستقبل ولادي راح". وأضاف "في كتير شغلات (يسألونني عن أشياء كثيرة) بقول لي (يقولون لي) بابا ما جبتلي ياها، منين بدي جبله ياها؟ (من أين أشتريها له)"
وأسرة حسين الخالد عائلة واحدة وسط ما يصل إلى 1.5 مليون لاجئ سوري توافدوا على لبنان منذ 2011 وتشير تقديرات إلى أنهم باتوا يشكلون ما يقرب من ربع سكان البلاد. ويعيش معظمهم في فقر مدقع في مستوطنات من الخيام.
كان كثير من اللاجئين مثل حسين يعملون لكسب لقمة العيش، لكن تم تخفيض الأجور اليومية ذلك لأن جائحة كوفيد-19 أدخلت لبنان في إجراءات عزل وإغلاق متكررة.
وتفاقمت المشكلة بصورة أكبر، مع الانهيار المالي غير المسبوق في لبنان، الذي دفع بكثير من اللبنانيين في هوة الفقر منذ عام 2019، وأدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية.
قال حسين الخالد "إلي كنت تشتريه ب 10 آلاف اليوم بدك 100 ألف، ومنين بدك تطلع؟ منين بدك تجيب 100 ألف؟ كل شي بدك تضربه ب10 (زادت الأسعار عشرة أضعاف)، الرز ربطة الخبز تنكة (علبة) البيبسي" مضيفا "الوضع بهالبلد صار صعب جدا علينا وعلى أهل البلد".
مع ذلك، وعلى الرغم من كل الصعاب، يقول الرجل إن أسرته لا تزال قلقة تشعر بالخوف من العودة إلى سوريا في الوقت الراهن بسبب الأوضاع الأمنية. تقول أم أحمد إنها تتألم عندما تتذكر الحياة في المنزل قبل الحرب.
تضيف "اليوم صار لنا عشر سنين متهجرين. بين (من) قاعد ببيتك لقاعد بخيمة، في فرق من السما للأرض".