المديرة الجديدة لمنظمة التجارة العالمية تبدأ مهامها وسط تحديات كبرى
بوابة إفريقيا الإخبارية - وكالاتبوابة إفريقيا الاقتصاديةوصلت نغوزي أوكونجو-إيويلا أمس الى مقر منظمة التجارة العالمية لتتعرف على فرقها وممثلي الدول الأعضاء في اليوم الأول من ولاية تاريخية على رأس مؤسسة تواجه تحديات كبرى في أوج أزمة اقتصادية وصحية عالمية.
وقالت الدكتورة نغوزي عند وصولها في وقت مبكر أمس الى مقر منظمة التجارة العالمية المطل على بحيرة ليمان «أصل الى إحدى أهم المؤسسات في العالم ولدينا الكثير من العمل. أشعر بأنني جاهزة لذلك».
بدأت نغوزي، وهي أول امرأة وأول افريقية تتولى رئاسة منظمة التجارة العالمية، العمل فورا ودشنت منحوتة جليدية تمثل السمك اقامتها منظمات غير حكومية، برفقة السفير الكولومبي سانتياغو ويلس، رئيس المفاوضات حول الإعانات لصيد السمك المتوقفة حاليا.
وقالت «لدينا فعليا الشعور بأن صيد السمك المفرط والقدرة الإنتاجية المفرطة والصيد غير المشروع هي عوامل تسيء الى الاستدامة» داعية الى انهاء المفاوضات «في أسرع وقت ممكن».
وقالت «هناك اجتماع للمجلس العام وآمل في أن أتمكن من الاستماع ومعرفة ما تريد الوفود قوله، وما سيقوله السفراء حول مختلف المواضيع وتبادل الآراء» موضحة انها ستلتقي أيضا المدراء العامين المساعدين الذين تولوا إدارة المؤسسة على مدى الأشهر الستة خلال شغور المنصب وقسما من الفرق العاملة معها.
وتعقد كل هذه اللقاءات وفقا لقواعد التباعد الاجتماعي بسبب انتشار وباء كوفيد-19.
شغلت نغوزي (66 عاما) منصب وزيرة المالية مرتين ووزيرة خارجية نيجيريا لمدة شهرين وتخلف البرازيلي روبرتو ازفيدو الذي تخلى عن منصبه في اغسطس قبل سنة من انتهاء مهمته.
وعملت على مدى 25 عاما في البنك الدولي وعينتها الدول الاعضاء ال164 في المنظمة في 15 فبراير مديرة عامة في ختام عملية اختيار طويلة بقيت مشلولة على مدى أشهر بسبب الفيتو الذي فرضته إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على تعيينها.
وأتاح وصول الرئيس الديموقراطي جو بايدن الى البيت الأبيض خروج هذه العملية من الطريق المسدود بعدما قدم دعمه لها.
وتبدأ نغوزي ولايتها في اليوم الأول من اجتماع المجلس العام لمنظمة التجارة العالمية هو الأول هذه السنة (1-2 مارس)، وهي مناسبة للدول الاعضاء لاستعراض المفاوضات الجارية.
في هذه المناسبة، يفترض ان تقرر الوفود أيضا بان يعقد المؤتمر الوزاري المقبل للمنظمة الذي أرجىء بسبب الوباء، في ديسمبر في جنيف.
وحتى ذلك الحين، سيكون لدى المديرة العامة الجديدة المعروفة بارادتها القوية وتصميمها، الوقت لترك بصمتها في المؤسسة في جنيف.
واذا كان البعض يأملون في أن يعطي تعيينها نفحة حياة للمنظمة، يؤكد آخرون انها لن تتمكن من تغيير كل شيء بشكل سحري بسبب قاعدة التوافق التي يتخذ الاعضاء قراراتهم بناء عليها.
في أوج أزمة الوباء، دعت المديرة العامة الجديدة لمنظمة التجارة العالمية التي كانت رئيسة تحالف اللقاح (غافي) حتى السنة الماضية، الاثنين في أول خطاب لها أمام المجلس العام الى «إعطاء الأولوية للعمل المتعلق بكوفيد-19».
وهناك انقسام بين الدول بشأن اعفاءات اقترحتها الهند وجنوب افريقيا بشأن حقوق إعفاء العلاجات واللقاحات المضادة لفيروس كوفيد من حقوق الملكية الفكرية لجعلها متاحة أكثر.
وسيبحث هذا الموضوع في الاجتماعين المقبلين لمنظمة التجارة العالمية لكن من غير المرتقب اتخاذ قرار في ظل غياب التوافق.
من جهتها، ستطالب مجموعة أوتاوا التي تضم الاتحاد الأوروبي و12 دولة بينها البرازيل وكندا وسويسرا بأن تلتزم الدول، أثناء الوباء، بعدم عرقلة التجارة الطبية وإلغاء الرسوم الجمركية على السلع التي تعتبر ضرورية في هذا المجال.
وتحدثت نغوزي امام قاعة شبه فارغة بسبب الوباء، وقالت إن أولويتها الأخرى ستكون "انهاء المفاوضات حول الاعانات لصيد السمك قبل النصف الأول من السنة".
وتنتظر المديرة العامة الجديدة لمنظمة التجارة العالمية عدة تحديات أخرى بينها حل النزاعات بين المنظمة والولايات المتحدة.
وتتولى زمام مؤسسة قوضتها إدارة ترامب التي كانت معارضة للمنظمة بشكل علني وقامت حتى بعرقلة عملها في تسوية الخلافات.
والاثنين دعت اعضاء منظمة التجارة العالمية الى الاتفاق على» خارطة طريق لإصلاح نظام تسوية الخلافات« وتحضير برنامج عمل حول هذا الموضوع يفترض الموافقة عليه خلال الاجتماع الوزاري.
وحذرت من ان »الوقت يضيق« في مواجهة مثل هذا الكم من التحديات مقترحة عقد لقاءات مع الوفود »بشكل فردي او عبر مجموعات" اعتبارا من هذا الأسبوع.