الأسواق العالمية تصعد وسط ترقب للتحفيز
بوابة إفريقيا الإخبارية - وكالاتبوابة إفريقيا الاقتصاديةفتحت مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية على ارتفاع، أمس، إذ تدعمت المعنويات بفضل سعي مايكروسوفت لشراء الأنشطة الأمريكية لمنصة تيك توك، فضلاً عن دفعة من نتائج الأعمال ربع السنوية الباعثة على التفاؤل، بينما يترقب المستثمرون إجراءات تحفيز جديدة.
وارتفع المؤشر داو جونز الصناعي 114 نقطة بما يعادل 0.43 بالمئة ليصل إلى 26542.32 نقطة، وزاد المؤشر ستاندرد اند بورز 500 بمقدار 17.14 نقطة أو 0.52 % مسجلاً 3288.26 نقطة، وتقدم المؤشر ناسداك المجمع 103.36 نقاط أو 0.96 % إلى 10848.64 نقطة.
وبعد نهاية أسبوع بدا فيها الأفق مسدوداً بوجه «تيك توك»، بدأ التطبيق الاجتماعي الذي يهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحظره في الولايات المتحدة يرى إمكانية للخروج من هذا المأزق مع تصميم شركة مايكروسوفت على شرائه بحلول نهاية الصيف.
وأكدت الشركة الأمريكية العملاقة للمعلوماتية الأحد أن المفاوضات لا تزال جارية لشراء فرع تيك توك في الولايات المتحدة من شركته الأم الصينية «بايت دانس».
وأوضحت مايكروسوفت في بيان أنه بعد محادثات بين رئيسها التنفيذي ساتيا ناديلا وترامب، فإن الشركة ستواصل المفاوضات بهدف التوصل إلى اتفاق بحلول 15 سبتمبر على أبعد تقدير.
وفي ظل التوتر السياسي والتجاري القائم بين الولايات المتحدة والصين، تتهم واشنطن التطبيق منذ أشهر بأنه أداة تستخدمها الاستخبارات الصينية للمراقبة، في حين ينفي تيك توك بشدة تقاسم أي بيانات مع بكين.
وتصاعدت النبرة في نهاية الأسبوع، إذ أعلن ترامب مساء الجمعة حظر التطبيق معارضا ًحتى إعادة شرائه من قبل شركة أمريكية.
وحذر وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشن الأحد بأنه ينبغي «بيع أو تجميد» تيك توك في الولايات المتحدة، فيما أعلن وزير الخارجية مايك بومبيو أن ترامب سيتخذ تدابير فورية «رداً على المخاطر التي تهدد الأمن القومي عن طريق البرمجيات المرتبطة بالحزب الشيوعي الصيني».
وتعد منصة تقاسم الفيديوهات الموسيقية والهزلية، مليار مستخدم في العالم معظمهم من الشبان. وتشغّل شركة بايت دانس في الصين تطبيقاً يتّبع المبدأ ذاته غير أنه منفصل عن تيك توك واسمه مختلف.
الأسهم الأوروبية
وارتفعت الأسهم الأوروبية، أمس، وسط تفوق للأسهم الألمانية على خلفية تحسن بيانات القطاع الصناعي الصيني، لكن تحذيراً من اتش.اس.بي.سي، أكبر بنوك أوروبا، بشأن تنامي القروض الرديئة دفع أسهم القطاع المصرفي للانخفاض.
وصعد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.1 %، في مكاسب قادتها قطاعات التكنولوجيا وصناعة السيارات والنفط والغاز.
وتقدمت البورصة الألمانية الذاخرة بأسهم المصدرين 0.6 بالمئة بعد أن أظهر مسح خاص نمو النشاط الصناعي في الصين بأسرع وتيرة له في نحو عشر سنوات بفضل تحسن الطلب المحلي.
لكن المكاسب جاءت محدودة بفعل انقسام المشرعين الأمريكيين حيال حزمة تحفيز جديدة للتخفيف من التداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا، في حين تراوح المخاوف مكانها إزاء المزيد من تشديد القيود في أوروبا وسط تنامي إصابات «كوفيد 19».
وتضررت أسهم البنوك مع انخفاض اتش.اس.بي.سي 4.4 % بعد أن تقلصت أرباحه نصف السنوية أكثر من النصف وعقب تحذير البنك من أن تكاليف القروض الرديئة لديه قد تتجاوز تقديراً سابقاً لتصل إلى 13 مليار دولار في العام الحالي.
ونزل سهم سوسيتيه جنرال الفرنسي 2.3 % مع إعلان البنك عن خسارة 1.26 مليار يورو (1.48 مليار دولار) في الربع الثاني من السنة بعد خفضة قيمة نشاط التداول.
وهبط سهم سيمنس هيلثنيرز 4.8 بالمئة بعد أن قالت مجموعة الرعاية الصحية الألمانية إنها ستشتري فاريان مديكال سيستمز الأمريكية مقابل 16.4 مليار دولار.
تحذير إتش.إس.بي.سي
وحذر اتش.اس.بي.سي من أن تكاليف الديون الرديئة لديه قد تتجاوز تقديرا سابقا لتصل إلى 13 مليار دولار هذا العام، وقال إن الأرباح تراجعت أكثر من النصف، إذ عصفت جائحة فيروس كورونا بعملاء البنك من الأفراد والشركات في أنحاء العالم.
وقال البنك إن احتياطياته الرأسمالية قد تتدهور، في حين قد تتعرض إيراداته لضغوط وإنه يواجه مخاطر جيوسياسية محتدمة، في نظرة مستقبلية أشد قتامة من المتوقع للنصف الثاني من العام من أكبر بنوك أوروبا.
وزاد اتش.اس.بي.سي تقديراته لتكاليف الديون الرديئة التي قد يتحملها هذا العام إلى ما بين ثمانية مليارات و13 مليار دولار من نطاق بين سبعة مليارات و11 ملياراً، نظراً لخسائر فعلية أسوأ من المتوقع في الربع الثاني من السنة وتوقعات لتراجع اقتصادي أشد.
وأعلن بنك اتش اس بي سي، أمس، عن تراجع صافي أرباحه بنسبة 69% لينضم إلى عدد من البنوك الكبرى التي تراجعت أرباحها بسبب تداعيات فيروس «كورونا» المستجد.
وأعلن المصرف عن أرباح بلغت 3,1 مليارات دولار (2,6 مليار يورو) مقارنة بنحو 10 مليارات دولار تقريباً في الأشهر الستة الأولى من عام 2019، عندما ألحق التوتر المتصاعد بين الصين والولايات المتحدة الضرر بالبنك الذي يوجد مقره في بريطانيا لكنه يركز على آسيا.
وأشار ريتشارد هانتر من شركة «انتراكتيف إنفستور» إلى أن «إتش إس بي سي» لم يفعل شيئاً يذكر لرفع معنويات المستثمرين مع إسدال الستار على موسم التقارير نصف السنوية المكلف للبنوك بشكل عام.
وأضاف أنه على الرغم من أن البنوك «مهيأة بشكل أفضل لهذه الهجمة (الفيروسية) على الاقتصاد مما كانت عليه خلال الأزمة المالية قبل أكثر من عقد من الزمان... فإن التوقعات الفورية قاتمة».
وقال مصرف إتش اس بي سي إن أرباحه قبل الضرائب تراجعت بنسبة 64% إلى 4,3 مليارات دولار في النصف الأول، بينما انخفضت الإيرادات 9% إلى 26,7 مليار دولار.
ولا تتفق الأرقام مع توقعات المحللين، كما رفع البنك تقديراته لخسائر القروض لعام 2020 إلى 13 مليار دولار من 8 مليارات دولار متوقعة.
ووصف الرئيس التنفيذي للبنك نويل كوين الأشهر الستة الأولى من العام بأنها «من أكثر الشهور صعوبة في الذاكرة الحية».
وأضاف «تأثر أداؤنا في النصف الأول بوباء «كوفيد 19» وانخفاض أسعار الفائدة وزيادة المخاطر الجيوسياسية وزيادة مستويات تقلبات السوق».
وإلى جانب نتائج اتش اس بي سي، أعلن بنك سوسيتيه جنرال الفرنسي الاثنين عن خسائر في الربع الثاني بأكثر من مليار يورو، إذ اضطره الوباء لرصد مزيد من المخصصات للتصدي لمشكلة القروض الهالكة.
وسجلت بنوك المملكة المتحدة باركليز ولويدز ونات ويست الأسبوع الماضي خسائر مالية ضخمة مرتبطة بتداعيات الوباء.
في المقابل وردت بعض الأخبار الإيجابية، لا سيما من البنك الفرنسي بي إن بي باريبا الذي نجح في التغلب على تداعيات «كوفيد 19» في الربع الثاني مع انخفاض طفيف فقط في صافي الأرباح بفضل الطفرة في الخدمات المصرفية الاستثمارية.
في غضون ذلك، شهد مصرف كريدي سويس قفزة في صافي الربح بنحو الربع في الفترة من أبريل إلى يونيو، على خلفية مكاسب الخدمات المصرفية الاستثمارية.
الأسهم اليابانية
وقطعت الأسهم اليابانية موجة خسائر دامت لست جلسات متتالية أمس، مع اقتداء السوق بصعود نظيرتها الأمريكية يوم الجمعة بفضل تقارير قوية لنتائج الشركات، في حين تراجع الين من ذروة أربعة أشهر ونصف مقابل الدولار.
وأغلق المؤشر نيكاي القياسي مرتفعاً 2.24 % عند 22195.38 نقطة، بعد أن فقد 4.6 بالمئة الأسبوع الماضي. وارتفع 193 سهماً على المؤشر بينما تراجع 32.
وزاد المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 1.78 % إلى 1522.64 نقطة، متعافياً من أدنى مستوى في شهرين وأكبر خسارة في أربعة أشهر التي تكبدها يوم الجمعة.
شملت المكاسب جميع قطاعات بورصة طوكيو الثلاثة والثلاثين إلا واحداً.
كانت المؤشرات الأمريكية الرئيسية الثلاثة ارتفعت يوم الجمعة، مدعومة بنتائج قوية من عمالقة التكنولوجيا الأمريكية مثل أبل وأمازون وفيسبوك.
وفي سوق الصرف، تلقى المصدرون دعماً مع تراجع الين إلى 106.40 ينات للدولار، مبتعداً عن ذروة أربعة أشهر ونصف 104.195 ينات المسجلة يوم الجمعة.
وصعد سهم ياماتو القابضة 5.05 % بعد أن توقعت الشركة قفزة 43.2 بالمئة في أرباح التشغيل للسنة المالية.
وقلص سهم موراتا الصناعية مكاسبه ليغلق مرتفعا 0.02 % بعد أن أبقت الشركة على توقعاتها لأرباح تشغيل العام بأكمله دون تغيير.
لكن أسهم مازدا موتور نزلت 2.54 % بعد أن توقع صانع السيارات تكبد أرباح تشغيل سنوية.
سندات عشرية يابانية
ويتوقع محللون اقتصاديون أن يشهد الاكتتاب على السندات العشرية اليابانية ذات العائد الأعلى من صفر % إقبالاً كبيراً من جانب المستثمرين الذين يأملون ألا يقل العائد عن صفر%.
في الوقت نفسه من المتوقع أن يؤثر ارتفاع أسعار الأسهم نتيجة تحسن ثقة المستثمرين على أداء سندات الخزانة الحكومية اليابانية، بحسب ناويا أوشيكوبو كبير المحللين الاقتصاديين في مؤسسة سوميتومو ميتسوي تراست اسيت مانجمنت للاستشارات المالية وإدارة الأصول في طوكيو.
وأشارت وكالة بلومبرغ للأنباء إلى أن حكومة اليابان تعتزم بيع سندات خزانة مدتها 10 سنوات بقيمة 2.6 تريليون ين اليوم الثلاثاء، مضيفة أن الاكتتاب في هذا الطرح سيكون مؤشراً على تحسن الثقة في اليابان.
وبحسب المحللين فإن مستوى العائد الحالي على سندات الخزانة اليابانية يعد جاذباً للمستثمرين، حيث مازال عند مستوى موجب رغم المخاوف من ارتفاع أعداد المصابين بفيروس «كورونا» المستجد وتراجع التوقعات بشأن تعافي الاقتصاد.
في الوقت نفسه فإن العوامل الخارجية مثل صعود الأسهم الأمريكية لفترة طويلة والتي ستبرر ارتفاع منحنى السندات اليابانية غير مستدامة، وهو ما يحد من احتمالات ارتفاع العائد على السندات.
يأتي ذلك في حين أبقى بنك اليابان المركزي الياباني على خططه لشراء السندات خلال أغسطس الحالي دون تغيير وهو ما يعني أن نشاط البنك لن يكون مصدراً لتقلبات سوق السندات.
النفط يصعد
وصعدت أسعار النفط أمس، إذ عوضت بيانات صناعة إيجابية من أوروبا وآسيا زيادة وتيرة الإصابات بـ«كوفيد 19» حول العالم والمخاوف من فيوض المعروض التي تؤججها احتمالات تقليص أوبك وحلفائها حجم تخفيضات الإنتاج.
وبحلول الساعة 1344 بتوقيت غرينتش، كان خام برنت مرتفعا خمسة سنتات بما يعادل 0.1 بالمئة إلى 43.57 دولاراً للبرميل. وزاد الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط ستة سنتات أو 0.1 بالمئة إلى 40.33 دولاراً.
وعلى مدار الشهر الماضي، كان يجري تداول برنت في نطاق بين 41 و45 دولاراً تقريباً.
وقال وارن باترسون مدير استراتيجية السلع الأولية في آي.إن.جي «لا يزال يجري تداول النفط بطريقة على أساس الارتباط بنطاق غير معقول».
«يبدو أن المضاربين صاروا أكثر قلقا حيال تعافي الطلب، إذ إن الوتيرة أبطأ بكثير من توقعات السوق بعد الدخول في النصف الثاني من العام».
واصلت حالات الإصابة بفيروس كورونا الزيادة في الولايات المتحدة وبلغت حوالي 18 مليوناً عالمياً، فيما يفرض مزيد من الدول قيوداً جديدة، أو يمدد قيوداً قائمة في مسعى للسيطرة على الجائحة.
وفي حين يتعافى الطلب على الوقود تدريجياً في مواجهة زيادة وتيرة الإصابات بالفيروس، يساور المستثمرين أيضاً قلق حيال فيوض المعروض في الوقت الذي تستعد فيه منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، في إطار ما يعرف بمجموعة أوبك، لتخفيف القيود على إمدادات النفط اعتبارا من أغسطس.