أزمة الكهرباء في ليبيا.. فساد أم تداعيات
نجاة فقيري - بوابة إفريقيا الإخباريةبوابة إفريقيا الاقتصاديةأزمات متلاحقة تترصد المواطن الليبي منذ سنوات، انقطاع الماء، تردي الخدمات الاجتماعية و الصحية، سوء البنية التحتية لعديد المرافق الحياتية الهامة وغيرها من مخلفات الحرب و الصراعات التي يعانيها لسنوات، لكن أزمة الكهرباء و انقطاعه المتكرر عمقت جل الأزمات و أغرقت مدنا ليبية كثيرة في الظلام.
بلد النفط بلا كهرباء
تعاني معظم المدن اليبية من طرابلس إلى الجوف من أزمة الكهرباء الحادة التي رافقت البلاد لسنوات وتسببت في كوارث عدة على غرار الوفيات بالمستشفيات، منهم أطفال، نتيجة الإنقطاع المفاجئ والمتكرر للكهرباء التي لم تعد مجرد أزمة محلية بل أزمة إنسانية عاجلة تزيد الوضع في ليبيا سوءا. وتتجاوز مدة الإنقطاع في طرابلس حتى العشر ساعات يوميا، وتقضي الأسر و المستشفيات و الإدارات أياما في ظلام دامس و في شلل كلي للمصالح.
وتتسع رقعة الانقطاعات لتشمل المنطقتين الوسطى والجنوبية من مدينةِ سرت غربا إلى الحدودِ التونسية ومن بلديةِ الجفرة شمالا إلى وحدودِ النيجر وتشاد .. وإلى اليوم تراوح الأزمة مكانها رغم المظاهراتِ والاحتجاجات.
طرابلس تعيش بين الظلام والظلام
رغم الوضع الوبائي المتأزم وفرض حجر التجول تشهد طرابلس احتجاجات ومظاهرات منددة بالإنقطاع المتواصل للكهرباء حيث يرجع المتظاهرون أزمة الكهرباء و تواصل انقطاعه إلى مشكلة الفساد المستشري في وزارات الدولة ومؤسساتها التي هي من أهم أسباب فشل مشاريع التنمية والخدمات في ليبيا، داعين حكومة الوفاق إلى اتخاذ إجراءات عاجلة و رادعة بحق الفاسدين في شركة الكهرباء. ولعل ما يزيد الأزمة حدة هو ارتفاع درجات الحرارة وهو ما يزيد سخط المواطنين و غضبهم.
في المقابل ترجع الشركة العامة للكهرباء أسباب الأزمة إلى عجز الدولة عن حلها وهو ما ساهم في تفاقمها إضافة إلى تعدي المليشيات على المحطات الكهربائية، إضافة إل سرقة الأسلاك الكهربائية التي قالت الشركة على صفحتها الرسمية أنها أطلقت مناشدات عديدة للجهات الاعتبارية في البلديات بضرورة التدخل العاجل لحماية مكونات الشبكة الكهربائية إلا أن هذه الاعتداءات لازالت مستمرة في غياب التدخلات و المساعي لحماية الشبكة الكهربائية.مؤكدة أنها تواصل أعمال الصيانة على مدار اليوم لضمان تواصل تزويد المواطنين بالكهرباء. و تجدر الإشارة إلى أن ليبيا تضم محطات توليد كبيرة و عديدة و متوزعة على كافة التراب الليبي.
تركيا تواصل البحث "عن الوصاية" على ليبيا وتدخل خط أزمة الكهرباء
قالت المسؤول التنفيذي لشركة كارادينيز القابضة زينب هاريزي إن الشركة التركية التي تدير أسطولا من مولدات الطاقة العائمة سترسل فريقا فنيا الى ليبيا لتقديم اقتراح لتزويد الكهرباء إلى غرب البلاد، وأكدت " هاريزي"في تصريح لإحدى الوكالات الإخبارية،أمس الثلاثاء، أن شركة كارادينيز القابضة تعتزم إرسال فريقها إلى ليبيا في غضون أسابيع وقد تبدأ في إمداد غرب ليبيا بالطاقة في غضون 30 يومًا.
"خدعة تركية" هكذا وصفها العديدون و اعتبروها منفذا جديدا تريد أنقرة استغلاله لترسيخ نفوذها في ليبيا. شركة تركية ستبيع الكهرباء المولد من الغاز و الوقود الليبيين، لليبيين. و تستعد لإرسال فريق فني إلى طرابلس، من أجل تزويد العاصمة وغيرها من المناطق بالطاقة الكهربائية، عبر أسطول من محطات توليد كهرباء عائمة. كهرباء باهضة بمواد خام ليبية في حين أن موارد ليبيا متوفرة و محطاتها متوفرة و تحتاج فقط إلى إعادة صيانة و إصلاحات، مهما كانت تكلفتها، ستكون أقل بكثير من تداعيات"الوصاية التركية".
وكأن ليبيا عقدت صفقة مع الأزمات منذ سنوات لتستمر معاناتها السياسية و الاجتماعية و الطاقية و الإنسانية و الاقتصادية في التداعي و التراكم وتفتح سبيلا للتدخلات الخارجية و محاولة استغلال الأزمات. بلد الثروات ينتظر حلولا في حين أن الحل" يجب أن يكون ليبيا-ليبيا".