النفط يتعرض لأكبر أزمة في تاريخه
بوابة إفريقيا الإخبارية- متابعاتبوابة إفريقيا الاقتصاديةاعتبر المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، أن قطاع النفط يمر بأسوأ "صدمة" في تاريخه، بسبب حالة العزل السارية في أغلب دول العالم على خلفية جائحة فيروس كورونا المستجد وسياسات كبرى الدول المنتجة بخصوص زيادة الإنتاج.
وفي مقابلة خاصة، حذر الاقتصادي التركي الذي يتولى منذ 2015 الرئاسة التنفيذية للمنظمة، من زعزعة الاستقرار التي تتعرض لها الكثير من الدول التي تعتمد على صادرات الخام، مثل الجزائر والعراق والإكوادور وفنزويلا.
واتهم روسيا بأنها هي التي بدأت المعركة بين المنتجين لإغراق السوق بالنفط، وبالتالي تقويض التنقيب في حقول النفط الصخري بالولايات المتحدة، الأمر الذي لا يعتقد أنه سيحدث.
وعن توقعاته لسوق النفط خلال الأشهر المقبل، قال الخبير إن النفط "يتعرض لصدمة لا مثيل لها في تاريخه. إنها المسألة الأساسية التي يجب أن نولي لها اهتماماً. آمل في قيام هذا الدول بخطوات لإعادة الاستقرار للسوق والمساهمة هكذا في دعم الاقتصاد العالمي".
وأوضح أن صلب الأزمة يكمن في الانهيار الكبير الذي شهدته معدلات الطلب العالمي.
وأكد ان المسؤولية تقع بلا شك على عاتق المنتجبن، الذي غيروا سياستهم وضخوا في الأسواق ما بين مليوني وثلاثة ملايين برميل إضافي، لافتاً إلى أن هبوط الطلب يمكن أن يصل إلى 20 مليون برميل يومياً (المتوسط اليومي بلغ 100.3 ملايين برميل).
وبين أن 60% من هذه الكمية اليومية كانت توجه لقطاع النقل أي السيارات والحافلات والطائرات، وفي الوقت الخالي يخضع 3.5 مليارات شخص حول العالم لحالة عزل بسبب الوباء، وهناك تراجع ضخم في التنقلات، ما يؤثر بدور على طلب الخام.
وأكد بيرول أن "السعودية وروسيا منتجان في غاية الأهمية، ولهما دوران مختلفان. السعودية على مدار أعوام كانت عاملاً لدفع استقرار سوق النفط العالمي، ولعبت دوراً بناء للغاية. أتمنى أن تواصل هذا الدور البناء"، علماً بأن المملكة تتولى الآن الرئاسة الدورية لمجموعة الدول العشرين.
وبخوص روسيا، قال إن "ممثليها أوضحوا أنهم غيروا سياستهم لمهاجمة النفط الصخري. هذه الأزمة تؤثر بشكل جاد على الخام الصخري، ولكن يبدو لي إنه من السابق لأوانه كثيرا كتابة نعيه، لأنه سيعود من جديد حين تتعافى الأسعار".
من ناحية أخرى، أبرز الاقتصادي التركي أن تراجع الأسعار ليس ميزة يمكن أن يستفيد منها المستهلكون، لانهم لا يتحكمون فيها، كما أنها في نفس الوقت عامل لزعزعة استقرار الكثير من الدول العالم، وضرب المثل على ذلك بالجزائر والعراق والإكوادور وفنزويلا.