تقارير

استرداد بتكوين مسروقة ينسف قاعدة تحرر العملات المشفرة

بوابة إفريقيا الاقتصادية

تراجع سعر العملة المشفرة بتكوين أمس إلى أقل مستوياتها منذ أسبوعين في الوقت الذي يشير فيه محللون إلى استرداد الفدية التي دفعتها شركة أنابيب النفط كولونيال بايب لاين لاسترجاع البيانات التي تعرضت للسرقة، كدليل على أن العملة المشفرة ليست بعيدة عن السيطرة الحكومية.

وأشارت وكالة بلومبرغ للأنباء إلى تراجع سعر البتكوين في تعاملات نيويورك أمس 2.8% إلى 31645 دولاراً للوحدة الواحدة. وفي الوقت نفسه تراجع مؤشر بلومبرغ جالاكسي كريبتو للعملات الرقمية 12% مع تراجع العملات المشفرة الأخرى مثل إيثريوم ولايتكوين وإي.أو.إس بنسب أكبر.

ونقلت بلومبرغ عن جيفري هالي، كبير محللي السوق في شركة أواندا للاستشارات المالية، القول إن حقيقة أن المحققين نجحوا في تعقب ما لا يمكن تعقبه في عالم العملات المشفرة واسترداد ما تم دفعه ينسف قاعدة تحرر العملات المشفرة من أي سيطرة حكومية، مضيفاً أن هذا يمكن أن يؤدي إلى موجة بيع قوية لهذه العملات.

كانت السلطات الأمريكية نجحت في استرداد أغلب الفدية المالية التي تم دفعها باستخدام البتكوين (2.3 مليون دولار) لمجموعة من القراصنة الذين هاجموا شبكة شركة كولونيال الشهر الماضي، وهو ما يشير إلى قدرة أجهزة إنفاذ القانون على تعقب مجرمي الإنترنت حتى لو كانوا يمارسون أنشطتهم الإجرامية خارج الأراضي الأمريكية.

وقالت ليزا موناكو، نائبة وزير العدل، إن محققين صادروا 63.7 بتكوين، قيمتها الآن نحو 2.3 مليون دولار، دفعتها كولونيل بعد الهجوم الذي تعرضت له منظومتها الإلكترونية الشهر الماضي وأدى إلى نقص حاد في الإمدادات إلى محطات الوقود في الساحل الشرقي للولايات المتحدة.

ووافق قاضٍ في سان فرانسيسكو على مصادرة الأموال التي قالت شهادة قدمها مكتب التحقيقات الاتحادي إنه توصل إليها بعد حيازة مفتاح خاص لفتح حافظة البتكوين للقراصنة المسؤولين عن الهجوم. ولم يتضح كيف توصل مكتب التحقيقات إلى هذا المفتاح.

وكانت كولونيال بايبلاين قالت إنها دفعت للقراصنة حوالي خمسة ملايين دولار لاستعادة منظومتها الإلكترونية.

ووفقاً لمذكرة المصادرة المنشورة الاثنين نجح مكتب التحقيقات الاتحادي في العثور على عملات البتكوين من خلال اكتشاف عناوين رقمية استخدامها القراصنة لتحويل أموال الفدية.

ورغم أنه يمكن النظر إلى قدرة مكتب التحقيقات الاتحادي على استرداد أموال الفدية المدفوعة بالعملة المشفرة كمؤشر على فقدان هذه العملة لميزة تحررها من سيطرة المؤسسات الحكومية، فإنها يمكن أن تكون أيضاً إشارة إيجابية بالنسبة لهذا القطاع الذي يسعى إلى الحصول على قبول عام له.

وأظهرت بيانات من كوين شيرز لإدارة العملات المشفرة نُشرت أمس أن صناديق ومنتجات بتكوين شهدت نزوحاً قياسياً للتدفقات الأسبوع الماضي مع استمرار حذر المستثمرين تجاه أكبر عملة مشفرة في العالم.

وبلغت التدفقات النازحة من بتكوين 141 مليون دولار في الأسبوع المنتهي في الرابع من يونيو وهو ما يمثل 8.3% من صافي التدفقات التي استقطبتها هذا العام. ومنذ بداية العام ما زالت بتكوين تظهر اجتذاب تدفقات قدرها 4.2 مليارات دولار.

وأظهرت البيانات أن قطاع العملات المشفرة ككل عانى نزوحا للتدفقات بلغ 94.2 مليون دولار الأسبوع الماضي.

وعلى مدار شهر مايو هبطت العملة الرقمية 35.4%. وعلى النقيض، استمرت إيثر، ثاني أكبر عملة مشفرة، في اجتذاب تدفقات بلغت 33 مليون دولار الأسبوع الماضي. ومنذ بداية العام بلغ إجمالي التدفقات إلى منتجات وصناديق إيثر مليار دولار.

المرصد
الأسبوع