توقيع اتفاق لسداد ديون السودان لدى البنك الدولي
بوابة إفريقيا الإخبارية - وكالاتبوابة إفريقيا الاقتصاديةوقع السودان والبنك الدولي، في الخرطوم، اتفاقا لسداد ديون السودان لدى البنك، وذلك إثر حصوله على قرض ميسر من الولايات المتحدة الأمريكية بقيمة مليار و375 مليون دولار، يستخدم في سداد الديون المستحقة للبنك الدولي، المُقدرة بنحو مليار و150 مليون دولار.
وقال وزير المالية والاقتصاد السوداني الدكتور جبريل إبراهيم- في مؤتمر صحفي عقب التوقيع- إن هناك جانبا فنيا مهما يترتب على تحويل الدين من استحقاق للبنك الدولي إلى دين ميسر لمصلحة أمريكا، يتمثل في تجاوز قيمة فوائد خدمات الدين، وكذلك عدم التعرض لغرامات في حالات التأخير أو العجز عن السداد، وهو الأمر الذي كان يتسبب سابقا في الحرمان من الحصول على تعاملات نقدية أخرى.
وأضاف أن "هذه الأمور انتفت بعد أن تم إعفاء ديون البنك، وهو من سيتيح لنا الحصول على منح سيقدمها البنك في حدود ملياري دولار"، لافتا إلى أنه سيتبقى للسودان 215 مليون دولار من القرض الأمريكي الميسر بعد سداد ديون البنك الدولي، سيتم استخدامها في مشروعات التنمية.
وأوضح أنه تم إنهاء دين البنك الدولي لدى السودان، وفي أبريل المقبل سننتقل إلى إنهاء دين بنك التنمية الافريقي على السودان، ثم دين صندوق النقد الدولي، متابعًا: "هذا الإعفاء فتح الباب لمنحة تبلغ ملياري دولار يحصل عليها السودان من البنك الدولي، ونستطيع أن نستخدمها في المجالات المختلفة، وأن هذه المنحة سيتلقاها السودان على مدار عامين بشكل تدريجي".
وأكد أن الاقتصاد السوداني يسير الآن في الطريق الصحيح، حيث يخطو خطوات كبيرة جدا للانفتاح على العالم، الذي يقف بقوة إلى جانب الحكومة الانتقالية، من أجل الوصول إلى انتخابات حرة ونزيهة وتسليم السلطة لحكومة منتخبة.
وقال إن الحكومة الانتقالية ماضية في إتمام برنامجها للإصلاحات الاقتصادية، حتى تحقق أهدافها المرجوة من سياسة "تحرير الدعم"، التي قادت في السابق إلى عملية ترهل الاقتصاد وارتفاع التضخم بشكل متكرر ومتسارع.
من جانبه قال رئيس وزراء السودان الدكتور عبد الله حمدوك، إن سداد متأخرات السودان لدى البنك الدولي، يعتبر البداية الفعلية لإزالة عبء الديون الخارجية عن كاهل الشعب السوداني، وعودة السودان للأسواق المالية العالمية، تمهيدا لانطلاق اقتصاد عملاق عانى من رهق الفساد وسوء الإدارة والحروب وكبت طاقات الإنسان السوداني.
وقال حمدوك، في كلمة خلال احتفال بمناسبة سداد متأخرات السودان لدى البنك الدولي، إن الحكومة الانتقالية شرعت منذ تسلمها السلطة في إجراء إصلاحات اقتصادية وهيكلية مهدت للوصول لهذه المرحلة، لافتا إلى أن تحسين الاقتصاد تحد كبير يواجه الحكومة والشعب السوداني.
وأضاف أن الحكومة تبنت إصلاحات قاسية وجراحات مؤلمة ضرورية لإطلاق الطاقات المادية والبشرية لليودان الغني بموارده، متعهدا بالتخلص من أزمة الثقة والعزلة مع الدول والأنظمة والمؤسسات المالية العالمية التي وصلت مستوى غير مسبوق، "بسبب السياسات الخرقاء والمراوغات والمناورات المضرة في السابق، حتى تذيلت بلادنا مؤشرات التنمية والتعليم والصحة وحقوق الإنسان، وتقدمت في مؤشرات الفساد والإرهاب والعنف المقنن".
وأوضح أن السودان بدأ يجني ثمار إصلاحات، ومنها استقرار سعر الصرف والبدء في عملية إعفاء الديون وسداد المتأخرات، لافتا إلى أن الشعب السوداني هو صاحب الجهد الأكبر في هذا الإنجاز بوقوفه داعما ومساندا لحكومته ومتفهما وصابرا على الصعاب.
وأكد أن الطريق ما يزال طويلا وشائكا نحو الإصلاح الشامل، فإعفاء الديون وفتح الباب أمام التمويل الخارجي هو فقط جزء من منظومة شاملة تبلورت برؤية واستراتيجية وطنية، تبذل الحكومة كل جهد ممكن لإكمالها وتنفيذها حتى ينطلق الاقتصاد ويحقق التنمية المنشودة.
وقال إن النضال والجهد الأكبر المطلوب هو الإصلاح الداخلي مثل بناء المؤسسات الوطنية وإصلاح السياسات والقوانين والتشريعات والإصلاح المؤسسي، وعلى رأسها إصلاح الخدمة المدنية وإصلاح بيئة الأعمال والاستثمار للمواطن السوداني أولا الذي عبره تتهيأ الساحة للمستثمر الأجنبي ثانيا.
وأكد أنه لا إصلاح اقتصادي حقيقي إلا بتحرك عجلة الإنتاج وضمان انخراط فئات عديدة، أهمها الشباب وذوو المهارات والحرف والمهنيون في مشروعات نهضوية كبرى، تستوعب قدراتهم وتحولها لتروس في ماكينات الإنتاج.
ووعد حمدوك بالمضي قدمًا في التخطيط والعمل الجاد للاستفادة القصوى من مصادر التمويل الجديدة، وإنجاز مشاريع تنموية كبرى في مختلف بقاع السودان تطبيقا لشعارات الثورة وتحقيقا للعدالة الاجتماعية.
وأعرب عن شكره لحكومة وشعب الولايات المتحدة الأمريكية، للمساهمة بالقرض الذي يبلغ مليارا ومائة وخمسين مليون دولار تتيح للسودان الحصول على ملياري دولار، كمنحة من وكالة التنمية الدولية، بما يفتح آفاقا للتعاون مع المؤسسات المالية العالمية الأخرى.
وأوضح أن الدعم الكبير والمتواصل في مجالات عدة من الولايات المتحدة ومن البنك الدولي ومن شركاء وأصدقاء السودان، هو نتاج لنضال الشعب السوداني وثورته الملهمة نحو الحرية والسلام والعدالة، التي مهدت الطريق لاستعادة كرامة ومكانة الشعب السوداني واحترامه لدى العالم.