تقارير

رؤية جديدة لملحمة جيم ستوب في وول ستريت

بوابة إفريقيا الاقتصادية

منذ يوم الثلاثاء الماضي ولا حديث في الأوساط الاقتصادية العالمية سوى عن قصة شركة «جيم ستوب» لألعاب الفيديو التي ارتفع سهمها في غضون ساعات قليلة بنسبة ناهزت 70%، وتجاوزت قيمتها السوقية 10 مليار دولار.

وطرحت شبكة «سي إن بي سي» رؤية جديدة لهذه القصة التي باتت أشبه بملحمة يتغنى من يرددها بانتصار المستثمرين الصغير في بورصات «وول ستريت» على كبار المضاربين، وبصفة خاصة مالكي صناديق التحوط الذين اعتادوا ممارسة ما يُعرِف باسم البيع على المكشوف، وتعني ببساطة المراهنة على انخفاض أسهم شركة ما في غضون وقت قصير واقتراض عدد من هذه الأسهم من حائزيها «غالباً ما تكون الحيازة في أيدي شركات الوساطة في بيع الأسهم» ثم شراءها عند انخفاض سعرها، ثم بيعها مجدداً عند ارتفاع سعرها، وجني أرباح طائلة من هذه الممارسات.

وتكررت ملحمة «جيم ستوب» في اليوم التالي مباشرةً مع شركة «ايه إم سي» للخدمات الترفيهية ودور العرض السينمائي، والتي تمتلك أكبر سلسلة دور عرض سينمائي على مستوى العالم. فقد ارتفع سهم الشركة في يوم واحد بنسبة 301.21%، أي ما يزيد عن أربعة أضعاف سعره، ليغلق عند 19.90 دولار، وذلك بفضل اقبال صغار المستثمرين على شراءه في تحد لصناديق التحوط ومالكيها.

ويتبنى غالبية من يرددون القصة هذا الاتجاه، وتغلب عليهم الفرحة بانتصار المستثمرين الصغار الذين أقبلوا على شراء أسهم «جيم ستوب» فساهموا في ارتفاع أسعارها على هذا النحو الجنوني، وحرموا المضاربين الكبار ومدراء صناديق التحوط من ممارسة لعبة البيع على المكشوف الذين اعتادوها، وبدلاً من أن يجنوا أرباح طائلة كالمعتاد، تكبدوا خسائر فادحة تجاوزت قيمتها الإجمالية حتى الآن 11 مليار دولار، ولا زال الرقم قابلاً للزيادة، وذلك بعد أن صارت مراكزهم المالية مكشوفة أمام شركات وساطة الأسهم، وباتوا عاجزين عن سداد قيمة أسهم «جيم ستوب» التي اقترضوها من هذه الشركات، بسبب الارتفاع الجنوني في أسعارها.

ولكن رؤية «سي إن بي سي» المختلفة لملحمة «جيم ستوب» والتي نشرتها اليوم في تقرير تذهب في اتجاه آخر. وترى الشبكة أن ملحمة «جيم ستوب» غير قابلة للتكرار في واقع الأمر سوى على عدد محدود من أسهم الشركات التي تتسم بفائدة عالية للغاية ويجرى سدادها في غضون آجل قصير، ولا تعني على الإطلاق أن كافة الأسهم في بورصات «وول ستريت» بأكملها مهيأة بالضرورة لتكرار الواقعة.

والأهم منذ ذلك أن رؤية «سي إن بي سي» تنفي الفرضية التي مفادها أن صناديق التحوط والمحترفين في البيع على المكشوف قد هيمنوا على «وول ستريت» طوال السنوات الأخيرة، بل على العكس، فهم كانوا في أغلب الأوقات يعانون أوضاعاً سيئة.

وتبرر الشبكة هذا الرأي بأن البيع على المكشوف ممارسة مرتفعة الثمن والخطورة في آنٍ واحد، بحكم أن اقتراض الأسهم من شركات الوساطة غالباً ما يكون مُكَلفَاً، فضلاً عن كون خسائر هذه الممارسة غير محدودة، ولو من الجانب النظري، على الأقل، ذلك أن الأسهم الذي يراهن المضاربون على انخفاضهم قد تخالف توقعاتهم في أي وقت وترتفع إلى مالا نهاية.

وعلاوة على ذلك، تؤكد الشبكة في رؤيتها الجديدة أن تكرار واقعة مثل «جيم ستوب» أو «ايه إم سي» يتطلب تدفقاً مستمراً من المشترين المهتمين بشراء السهم المُرشحة للبيع على المكشوف والراغبين في دعمه، وهو أمر غير مضمون تكراره مع كافة الأسهم التي يتوقع المضاربون انخفاض أسعارها. ويعني ذلك باختصار أن خطورة انتشار عدوى «جيم ستوب» و«ايه إم سي» في الأسواق وانتقالها لباقي الأسهم المُتوقّع انخفاضها لا يزال قليلاً للغاية.

المرصد
الأسبوع