الاقتصاد الليبي

طرابلس - استطلاع... زيادة أسعار الخبز تثير أزمة في ليبيا وتنذر بثورة

بوابة إفريقيا الاقتصادية

عصف بالعاصمة الليبية طرابلس أزمة جديدة بسبب ارتفاع أسعار الخبز، بعد قرار مصرف ليبيا المركزي الأخير بخفض سعر صرف الدينار الليبي مقابل العملات الأجنبية الأمر الذي أدى إلى استياء عام بين المواطنين لا سيما في ظروف يعاني منها المواطن الليبي شح السيولة وتردي الوضع المعيشي.

ودعا القرار المخابز إلى رفع سعر رغيف الخبز بنسبة 25% ، لكن جهاز الحرس البلدي تدخل وفرض على المخابز البيع بالسعر القديم، ما اضطر نقابة الخبازين الإضراب عن العمل وقالت إن رفع الأسعار سببه الحكومة وطالبت بضرورة التدخل وخفض سعر الدقيق ومكوناته.

وكانت مطاحن الدقيق قد رفعت الأسعار من 155 دينارا (35 دولارا)، لتصل إلى 210 دنانير (47 دولارا) للقنطار الواحد، وذلك في أعقاب توحيد سعر الصرف ورفع سعر الدولار مقارنة بالدينار منذ مطلع العام الجاري.

وبعد مفاوضات بين نقابة الخبازين مع حكومة الوفاق فتحت المخابز أبوابها خلال 24 ساعة، وأصبحت تبيع الخبز بالسعر الجديد الذي قفز إلى 350 درهما للرغيف بدلا من 250 درهما قبل القرار، ليتحمل المواطن الليبي نتيجة تلك القرارات.

وبسبب الأزمة عادت إلى الواجهة حرب البيانات بين المجلس الرئاسي والبنك المركزي، وصراع الصلاحيات بينهما، حيث طالب فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي في ليبيا البنك المركزي الليبي بالتحرك لإيجاد حلول مالية جذرية للأزمة وتوريد الدقيق بشكل عاجل لكن المركزي رفض لم يلق بالا لمطالبة السراج.

ومن جهته رئيس نقابة الخبازين أبوخريص محمد، قال إن البلاد تعاني نقصا في الطحين، مع وجود مؤشرات على نفاد المخزون الإستراتيجي، مشيرا إلى أن المطاحن رفعت أسعار الدقيق لتصل إلى 220 دينارا للقنطار الواحد.

ودعا أبوخريص الجهات المختصة والحكومة إلى إيجاد حلول سريعة، من قبيل دعم دقيق المخابز أو تغطية فرق سعر الدقيق الناتج عن خفض سعر صرف الدينار الليبي أمام العملات الاجنبية.

موقع بوابة افريقيا الإخبارية أجرى استطلاعا رصد فيه آراء بعض المواطنين وأصحاب المخابز والنشطاء والمدونين حيث أكدوا معظمهم أن قرار الحكومة بخفض سعر الدينار الليبي سينعكس على الوضع المعيشي للمواطن مالم تصحبه إصلاحات وإجراءات أخرى كتوفير السيولة المالية ورفع المعاشات وضبط ومراقبة الأسعار.

محمد عمر الذي كان مستاءا وهو يشتري الخبز بعد فتح المخابز أبوابها، يقول اليوم نشتري 3 أرغفة بدينار وبالأمس كنا نشتري به 4 أرغفة، وقد نشتريه بدينار بعد أسابيع قليلة ما دامت تحكمنا "عصابة" هدفها سرقة أموال الليبيين والمواطن ليس من ضمن اهتماماتها.

ويضيف الفساد هو ما انهك بلادنا وأوصلها إلى هذا الوضع المتردي متسائلا ما الفرق بين كيس الدقيق في الماضي وكيس الدقيق في الحاضر الدقيق هو الدقيق وسعره لم يتغير كثيرا في السوق العالمية، لكن في بلادنا قبل أشهر كان كيس الطحين عبوة ال50 كيلو يتراوح بين 30 و 35 دينارا واليوم يتراوح ما بين 180 و 190 دينار.

ويقول عبدالفتاح مروان وهو رب أسرة وصاحب معاش مرتب حكومي ويعول 6 أطفال، إن الخبز والخبيز سلعة أساسية في البيت الليبي ونشتريه يوميا وارتفاع سعره سيؤثر على ميزانيتنا البسيطة أصلا، مطالبا بدعم الحكومة للسلع الأساسية التي يحتاجها الناس وفي مقدمتها مادة الدقيق.

ويعتبر المواطن أحمد الهرام أن أزمة الخبز ما هي إلى حلقة تضاف إلى سلسة الأزمات التي يعاني منها محدودي الدخل والفقراء في ليبيا الى جانب نقص السيولة وشح إمدادات الوقود وغلاء الاسعار وانقطاع الكهرباء وسوء الخدمات الصحية وغيرها من الخدمات المتردية.

ويرى المواطن سعيد الشوشان أن الأوضاع السياسية والصراعات الدائرة على السلطة والحروب منذ 2011 هي سبب ما يعيشيه الليبيين من أوضاع متردية، حيث انعدمت الخدمات وضاعت موارد الدولة المالية والاقتصادية، والتي وصلت قوت الناس اليومي وهو رغيف الخبز.

وعبر نشطاء ومحللون سياسيون على مواقع التواصل الاجتماعي عن سخطهم من تصاعد أزمة الخبز، محذرين من ثورة في البلاد، بعد أن طالت الأزمة مصدر قوت الليبيين اليومي، "رغيف الخبز".

وقال الكاتب والمحلل السياسي سليمان البيوضي، أن "مشروع التفقير الممنهج لليبيين بدأ منذ سنوات ولن يتوقف قريباً"، محذرا من التقليل من شأن أزمة الخبز، التي "قادت إلى ثورات عارمة في بلدان أخرى".

واعتبر البيوضي في منشور على مواقع التواصل، أن "استمرار الصمت بعد ارتفاع أسعار الخبز سيؤدي لمزيد من الإمعان في محاولة إذلال الليبيين وفرض الوصاية عليهم".

ومن جانبه يرى الصحفي فرج حمزة إلى أن أزمة تذبذب أسعار الخبز ليست جديدة، بل متواصلة منذ سنوات وتتفاقم، فسعر رغيف الخبز في ارتفاع منذ مدة، والدولة تقف مكتوفة الأيدي تجاه هذا الأمر، ولا تستطيع مراقبة ما يجري في المخابز، كما أن حجم الرغيف ينكمش، ولم يعد يعرف له حجم أو وزن محددين" وفق تعبيره.

ويضيف فرج حمزة أن ارتفاع سعر الرغيف يضيف أعباء جديدة إلى جيوب الليبيين، التي تعاني الفراغ أصلاً بسبب نقص السيولة وارتفاع الأسعار بشكل جنوني".

ومن جانبه طالب الكاتب الصحفي محمد بعيو بتفعيل صندوق موازنة الأسعار مع تغيير إدارته الحالية، محذرا من ثورة الجياع، معتبرا أن دعم الدقيق ليس ترفاً بل ضرورة، وأن الخبز ليس سلعةً سياسية، بل هو حاجةٌ أساسية.

ويرى بعيو أن أزمة الخبز في طرابلس مفتعلة من طرف تنظيم حزبي متأسلم متعطش للسلطة يستخدم قوت الليبيين مثلما استغل دماءهم لتحقيق غاياته الدنيئة..فلنقف معاً ضد هذه الفئة الضالة في إشارة إلى تنظيم "الأخوان المسلمين" .

المرصد
الأسبوع