تقارير

المنتدى الاقتصادي يستشرف شكل السفر بعد كورونا

بوابة إفريقيا الاقتصادية

في ظل الوضع الراهن غير المسبوق الذي تعيشه صناعة الطيران العالمية حالياً من جراء تفشي فيروس «كورونا» المستجد، أو جائحة «كوفيد 19»، في أنحاء العالم، بات يقيناً أن وضع الصناعة عند استئناف نشاطها بعد انحسار الجائحة سيختلف جذرياً عما كان عليه قبلها.

ونشر المنتدى الاقتصادي العالمي تقريراً حديثاً يستشرف فيه شكل صناعة الطيران حول العالم بعد «كوفيد 19»، موضحاً أن العامل الأول الذي يتعين على صناعة الطيران والناقلات الجوية العالمية وضعه في الاعتبار عند عودة الرحلات للأجواء أن المسافرين يحتاجون إلى الشعور بالأمان على متن الطائرات، وبالثقة في تمتع صحتهم بالحماية الكافية ضد أي عدوى مميتة.

وأوضح التقرير أن هذا العامل يُعَد بمثابة شرط مسبق ولا مفر منه لعودة حركة الطيران، فلقد أدى خوف البشر من التقاط العدوى بفيروس «كورونا» المستجد إلى خضوع ما يزيد على 90% من سكان العالم لقيود على السفر، للمرة الأولى في التاريخ.

ويؤكد التقرير أننا سنعود للسفر على متن الطائرات يوماً، وربما يكون هذا اليوم أقرب مما قد نتصور، إلا أن ذلك حتماً سيجري على نحو مغاير تماماً لما اعتدناه قبل «كورونا».

وأضاف التقرير، أن الحكومات والناقلات الجوية على السواء تضطلع بدور حيوي في تطوير وتطبيق صيغة جديدة للسفر الجوي عندما يحين ذلك اليوم، بما يتفق مع المتغيرات التي خلقتها «كورونا» وفرضتها على صناعة الطيران ضمن مختلف الصناعات في العالم.

وأشار التقرير إلى مبادرة كان المنتدى الاقتصادي العالمي قد أطلقها في يوليو الماضي بالتعاون مع حكومتي كندا وهولندا، وهي «الهوية الرقمية للمسافر المعروف»، وهي بمثابة مشروع تجريبي للترويج لفكرة السفر اللاورقي بين دول العالم، بمعنى استبدال جوازات السفر المطبوعة التقليدية بهوية رقمية يحملها كل مسافر ويجوب بها مطارات العالم.

لم تكن الأطراف المذكورة حينما أطلقت هذه المبادرة آنذاك تدرك بالطبع أن «كوفيد 19» سيجتاح العالم ويفرض هذه المتغيرات، وإنما كانت المبادرة في سياق الاتجاه الذي يتبناه العالم منذ فترة صوب الرقمنة والتعاملات الرسمية غير الرقمية، وجاء «كوفيد 19» ليجعل المبادرة أكثر صلة بالواقع، وبل لربما تصبح ضرورة حتمية.

ومن وحي المبادرة، يسلط الضوء على آليتين وصفهما بأنهما من أهم معالم الشكل الجديد لصناعة الطيران العالمية بعد «كورونا» الأولى السفر اللاتلامسي: يعد التحول صوب إجراءات سفر لا تلامسية هو التغير الأبرز والأكثر إلحاحاً في زمن ما بعد «كورونا»، حيث سينهي المسافر كافة الإجراءات بدءاً من دخوله إلى مطار الإقلاع وحتى دخوله إلى غرفته الفندقية في وجهة الوصول من خلال تجربة رقمية مؤتمتة بالكامل.

أما الآلية الجديدة الثانية فهي جوازات السفر الصحية الرقمية، حيث ثمة جهود جماعية تبذلها الجهات المعنية بتنظيم حركة الطيران العالمية لصياغة بروتوكول صحي يضمن التأكد من صحة المسافرين وخلوهم من الأمراض الخطيرة المُعدية قبل السماح لهم بالصعود إلى الطائرات.

المرصد
الأسبوع