تقارير

رئيس وزراء لبنان يهاجم حاكم المصرف المركزي بعد انهيار الليرة

بوابة إفريقيا الاقتصادية

وجه رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب أمس الجمعة انتقاداً شديداً على غير المعتاد إلى حاكم المصرف المركزي رياض سلامة، مشككاً في أدائه بعد هبوط حاد لليرة، ودعاه إلى أن يوضح للبنانيين سياسته.

وتهوي الليرة اللبنانية مقابل الدولار منذ أكتوبر (تشرين الثاني) الماضي، وفقدت أكثر من نصف قيمتها في ظل نضوب التدفقات الأجنبية وفرض البنوك قيودا صارمة للحفاظ على العملة الصعبة.

وفي كلمة عبر التلفزيون، رسم دياب صورة قاتمة لمالية المصرف المركزي، لافتاً إلى بيانات تشير إلى خسائر "متسارعة"، إذ فُقدت 7 مليارات دولار منذ بداية العام، منها 3 مليارات في الأسابيع الأربعة الأخيرة وحدها.

وقال دياب إن السيولة لدى البنوك التي تعاني أزمة سيولة أصلاً "بدأت في النفاد"، إذ تخارجت ودائع لبنانية بـ 5.7 مليارات دولار من النظام في يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) الماضيين.

وفي الشهر الماضي، تعثر لبنان في التزامات ديونه الخارجية الثقيلة، معلناً أنه لم يعد قادراً على السداد للمودعين في الوقت الذي يحافظ فيه على السيولة من أجل الواردات الضرورية.

وقال دياب: "هناك فجوات كبرى في مصرف لبنان، فجوة في الأداء، وفجوة في الاستراتيجيات وفجوة في الصراحة والوضوح، وفجوة في السياسة النقدية، وفجوة في الحسابات".

ويتعرض سجل سلامة، أحد أقدم محافظي البنوك المركزية في العالم، بعد 27 عاماً في المنصب، للهجوم على نحو متزايد في ظل تراجع الاقتصاد.

ويقول منتقدون إن سياسته "الهندسة المالية"، والتي تنطوي على امتصاص سيولة الدولار من البنوك المحلية بأسعار فائدة مرتفعة لإبقاء المالية العامة للحكومة مستقرة، أثقلت البلاد بدين لا يحتمل وقلة في المصادر المستدامة للعملة الصعبة.

أما المدافعين عن سلامة، فيعتبرونه ركيزة الاستقرار في ظل سنوات من سوء الإدارة من سياسيين يتهمون بالفساد والإهدار، وهو ما أذكى احتجاجات مناهضة للحكومة.

وكشف مشروع خطة إصلاح اقتصادي ظهر هذا الشهر حجم أزمة البلاد المتصاعدة، إذ توقع خسائر في القطاع المصرفي بـ 83 مليار دولار، ويقترح مساهمة عابرة من المودعين لسد جزء كبير من الفجوة.

وتراجعت الليرة اللبنانية حوالي 15% أخرى، مقابل الدولار هذا الأسبوع، ما أثار احتجاجات محدودة، ودعوة من رئيس البرلمان النافذ نبيه بري الحكومة إلى استخدام "سلطاتها القانونية" لوقف "الانهيار الدراماتيكي" لليرة.

وقال دياب: "فليخرج حاكم مصرف لبنان وليعلن للبنانيين الحقائق بصراحة، ولماذا يحصل ما يحصل، وما هو أفق المعالجة وما هو سقف ارتفاع الدولار".

وقال دياب: "أما زال بإمكان حاكم المصرف الاستمرار في تطمينهم، على سعر صرف الليرة اللبنانية كما فعل قبل أشهر، ثم فجأة تبخرت هذه التطمينات؟".

المرصد
الأسبوع