تقارير

انهيار النفط يعصف بالقيمة السوقية لقطاع الطاقة الأمريكي

بوابة إفريقيا الاقتصادية

عصفت الانهيارات العنيفة في أسعار النفط العالمية، خاصة النفط الخام الأمريكي، بالقيمة السوقية لقطاع الطاقة الأمريكي، فتراجعت بصورة حادة إلى 701 مليار دولار فقط، أي بالكاد نصف، أو أعلى قليلاً من القيمة السوقية لشركة «مايكروسوفت» الشهيرة لانتاج البرمجيات، والتي تبلغ الآن 1,358 تريليون دولار.

وبحسب تقرير صدر أمس عن مؤسسة «بيسبوك جروب» الأمريكية لأبحاث السوق، يعد قطاع الطاقة واحداً من 11 قطاعاَ رئيسياً في الاقتصاد الأمريكي تجتمع معاً لتُكَوٍن المؤشر المعروف باسم «إس أند بي 1500».

وأفاد التقرير بأن القيمة السوقية الإجمالية لكافة الشركات العاملة في القطاع بلغت في مطلع العام الجاري 1,27 تريليون دولار. ولم تمضي أكثر من ثلاثة أشهر، إلا وكانت أسعار النفط تعاني انحداراً جنونياً لم تشهده على مدى تاريخها نتيجة ضعف الطلب على النفط بصورة حادة بسبب تفشي جائحة «كورونا» في مختلف أنحاء العالم.

وكانت محصلة كل ذلك أن تراجعت القيمة السوقية لقطاع الطاقة الأمريكي إلى 701 مليار دولار، أي أنه فقد 46% من قيمته في غضون فصل واحد فقط.

وفي غضون الفصل نفسه، كان قطاع التقنية الأمريكي المزدهر أصلاً منذ سنوات يشهد على النقيض من قطاع الطاقة ازدهاراً متزايداً على نحو استثنائي، وذلك لأن تداعيات «كورونا» وَلًدَت اقبالاً خرافياً على الخدمات التقنية بكافة صورها المتنوعة من شبكات انترنت، مواقع شبكية للتسوق الإلكتروني، سيارات ذاتية القيادة تتولى توصيل المشتريات إلى المنازل، وغيرها من الخدمات، حيث أجبر الخوف من التقاط عدوى «كورونا» أكثر من نصف سكان العالم على البقاء في منازلهم والاعتماد تماماَ على التقنية العصرية، منتجاتها وخدماتها في تسيير حياتهم اليومية.

وانعكس ازدهار قطاع التقنية الأمريكي على أداء أسهم شركاته في البورصات. فعلى سبيل المثال، ارتفع سعر سهم «مايكروسوفت» بنسبة 11% بالمقارنة مع سعره في نفس الفترة من العام الماضي، فيما بلغت نسبة الارتفاع في قيمة سهم «أمازون» خلال نفس مدى المقارنة 30%.

وهناك ثلاث شركات تقنية عملاقة أخرى باتت الآن أعلى في القيمة السوقية من قطاع الطاقة، وهي «أبل» التي تبلغ قيمتها السوقية الآن 1,237 تريليون دولار، «أمازون» بقيمة سوقية تبلغ 1,184 تريليون دولار، وأخيراً «ألفابت»، الشركة الأم لشركة «جوجل»، والتي تبلغ قيمتها السوقية الآن 881 مليار دولار.

وأفاد تقرير «بيسبوك جروب» بأن الوزن النسبي لقطاع الطاقة الأمريكي على مؤشر «إس أند بي 1500» تراجع الآن إلى 2,63%، وصار هو الأدنى قيمة بين كافة القطاعات الــ 11 على المؤشر، ومن ضمنها قطاع التقنية. وفي المقابل ارتفع الوزن النسبي لقطاع التقنية على المؤشر إلى 25%، أي ما يقرب من 10 أضعاف الوزن النسبي لقطاع الطاقة.

المرصد
الأسبوع