تقارير

ماذا يحدث في العالم... النفط دون الصفر لأول مرة في التاريخ

بوابة إفريقيا الاقتصادية

منذ منتصف شهر مارس الماضي، عرفت أسعار النفط تراجعات كبيرة. رغم الاضطرابات التي تحصل في فترات متعاقبة، لكن سوق النفط لم تشهد تراجعات قياسية بمثل هذه الطريقة. الأسباب في ذلك معروفة والتحذيرات بلّغت، لا أحدا في هذه الظروف قادرا على تعديل الوضع إلا بالضغط على خفض الإنتاج وهو إجراء تم دون جدوى.

العالم اليوم أمام حالة استثنائية، حتى الاتفاق المبرم بين دول الانتاج قبل أيام بتقليصه إلى 10 مليون برميل في اليوم لم يحل المشكل بسبب عدم انضمام كل من أميركا والنرويج وكندا والبرازيل وبقيت أميركا تتذرع بأن إنتاجها سينخفض بشكل تلقائي فبقيت أسعار الخام محافظة على وتيرة النزول التدريجي إلى أن هبط قبل ساعات قليلة من نهاية يوم 20 أبريل إلى أكثر من 37 دولارا تحت الصفر في وضع لم تعشه السوق النفطية في تاريخها.

الانهيار الأخير جاء بعد جلسة تداول متشنجة بلغ فيها برميل الخام الامريكي مستويات سالبة وبخسارة 56 دولارا في البرميل الواحد وبهبوط إلى 306 بالمئة. ويفسر المحللون الاقتصاديون هذا الانهيار بسوء التصرّف الأمريكي من خلال زيادة كميات الخام المخزونة مقابل ضعف الطلب بسبب إجراءات الحجر التي فرضتها ظروف كورونا خاصة من دول ذات استهلاك كبير مثل الصين والهند ودول أمريكا الجنوبية وروسيا.

وقالت مصادر صحفية إن مخزونات النفط الأمريكية بقاربت الحدود القصوى من خلال توفّر 160 مليون برميل على متن الناقلات بالإضافة إلى قبول 19 مليونا في أسبوع واحد وهي أرقام كبيرة تسببت أولا في تخمة الأسواق ثم في تراجع الأسعار إلى ما دون 20 دولارا وبعدها إلى وضع الانهيار مثلما وقع في العشرين من أبريل.

وفي تعليقه على هذه التطورات الاستثنائية قال المستشار النفطي الدولي، محمد سرور الصبان في اتصال مع موقع "العربية نت" إن "هذه الأجواء من التخمة في المعروض تترافق مع أن الولايات المتحدة تعاني مثلها مثل غيرها من دول العالم، من التدهور الشديد الذي حصل في الطلب العالمي على النفط، والذي قابله معروض كبير من النفط وبالتالي من البديهي أن يضغط هذا الفائض على الأسعار نحو الانخفاض الشديد".

من جانبه أضاف الخبير النفطي أنس الحجي في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، "إن السبب الأساسي للانهيار التاريخي "هو أن التجار الذين يتعاملون بالعقود الورقية، انتهت عقودهم، وأن المضاربين بالسوق اشتروا العقود ولم يستطيعوا تصريفها.. وحتى لو استلموا شحنات النفط، لا توجد أماكن لتخزينها، وهذه الجزئية لها علاقة طبعا بكورونا".

الغريب في الظرفية الحالية أنه لأول مرة في التاريخ يلتجئ المستثمرون إلى دفع الأموال من أجل بيع مخزوناتهم بسبب الخوف من هبوط الأسعار أكثر. وقد أشارت رويترز في تناولها للخبر قائلة، إنه "للمرة الأولى على الإطلاق يضطر البائعون لأن يدفعوا للمشترين من أجل أخذ عقود آجلة للنفط".

وفي ردود الفعل الأمريكية بدا واضحا الغضب الكبير على روسيا والسعودية اللتين لم تعجلا بالاتفاق على خفض الانتاج في مرحلة أولى وبقيتا تناوران إلى أن وصلت الأمور إلى هذا الحد، رغم أن المتابع يعرف أن الولايات المتحدة لم تلتزم بما تم إقراره في اجتماع أوبك+ وأنه لا روسيا ولا السعودية كانت لهما القدرة على التحكم في سوق الخام الأمريكي في الظروف الحالية، بل إن السعودية كإجراء عاجل أعلنت إمكانية تقديم تاريخ خفض الإنتاج في إطار إجراءات تعديل الأسعار.

من جانبه أعلن الرئيس الأمريكي أن الولايات المتحدة تدرس إضافة ما يصل إلى 75 مليون برميل من النفط إلى الاحتياطي البترولي الاستراتيجي لأميركا، للاستفادة من الانهيار غير المسبوق لأسعار النفط الخام ولتعديل الأسعار في السوق الأمريكية والعالمية، لكن أغلب الآراء تذهب إلى اعتبار الإجراء ترقيعيا لا يمكنه إعادة الاستقرار لسوق النفط في ظل الظروف الجديدة التي أفرزها فيروس كورونا

الخام الأمريكي النفط العالمي أسعار النفط أوبك+ الولايات المتحدة روسيا السعودية
المرصد
الأسبوع