تقارير

دول أوبك تخفض إنتاجها ... هل ينهي الاتفاق أزمة الأسعار

أوبك+
أوبك+

وسط حالة من الترقّب الشديد توصلت مجموعة الدول المصدّرة للنفط إلى اتفاق تاريخي وغير مسبوق، الأحد 12 أفريل 2020 يقضي بخفض هام لإنتاج النفط مع انتشار جائحة كورونا، بعد أيام من خلافات الكواليس بين أكثر من عضو في المنظمة ومن كابوس انهيار الأسعار التي كادت أن تفتح أزمة عميقة بين المصدرين لا أحد يعرف نهايتها في ظل دور أمريكي لا يفكّر وسط كل ذلك إلا في مصلحته.

وبعد لحظات من نهاية الاجتماع الافتراضي، قال وزير النقط الكويتي خالد الفاضل عبر حسابه الرسمي في "تويتر" لأوبك+: "نعلن الآن عن إتمام الاتفاق التاريخي على خفض الإنتاج بحوالي 10 ملايين برميل من النفط يوميا من أعضاء أوبك+ ابتداء من الأول من ماي 2020". لينتهي بذلك جدل الإنتاج الذي بقيت بعض الدول تناور به إلى اللحظات الأولى قبل الاتفاق.

من جانبهم رحب زعماء السعودية الملك سلمان والولايات المتحدة دونالد ترامب وروسيا فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي مشترك بينهم بالخطوة، حسبما نقلت وكالة الأنباء السعوديّة، حيث اعتبروا أن الجهود المبذولة من مختلف الأطراف من شأنها أن تساهم في استقرار أسواق النفط "مشددين على ضرورة مواصلة الدول المنتجة القيام بمسؤولياتها من أجل استقرار الأسواق ودعم الاقتصاد العالمي". وهي نفس التصريحات خلال الاتصالات الثنائية التي وقعت بينهم.

الكويت من جانبها أعلنت قبل أنها ستخفض معروضها النفطي الفعلي أكثر من مليون برميل يوميا، ذلك أن مستوى الإنتاج الحالي يبلغ حوالي 3.25 مليون برميل يوميا. بما يعني أنها استبقت بالالتزام في إطار دعم الأسعار العالمية.

وفي الإطار ذاته وفي أول تعليق على الحدث قال ترامب عبر تدوينة له على تويتر إنه "الاتّفاق الكبير مع أوبك بلاس تمّ إنجازه. هذا سيُنقذ مئات آلاف الوظائف في قطاع الطاقة في الولايات المتحدة". مقدّما تهانيه للرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين والملك السعودي سلمان. والملاحظ في تغريدة ترامب بعد شكر المجاملة لشركائه في أوبك، أنها أشارت إلى الولايات المتحدة في علاقة بنتائج الاتفاق محليا بما يعني أن بلاده وفية لمبدأ البراغماتية العام الذي يفكر دائما بشكل أناني أمام بقية الشعوب.

من جانبه قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان "إنه سعيد للغاية بالاتفاق التاريخي لخفض الانتاج الذي توصلت إليه منظمة الدول المصدرة للنفط آملا في أن يؤدي إلى تحقيق الاستقرار في الأسواق." مضيفا أن الدول المصدّرة أظهرت مسؤولية بعد خلافات خفية بين الرياض وموسكو.

كما عبّرت كل من العراق وكندا والمكسيك ودول أخرى مصدّرة وغير مصدّرة عن ارتياحها لمخرجات اجتماع أوبك+ باعتباره سيساهم في استقرار السوق النفطيّة، بالإضافة إلى مساهمته في الحفاظ على توازن المخزونات، معبّرة عن التزامها بالاتفاقات الصادرة عنه، ومعتبرة أنه جنّب الجميع كارثة في الأسعار تسببت فيها جائحة كورونا.

وفي سياق مختلف ورغم التصريحات الإيجابية والأصوات المرحبة، إلا أن بعض المراقبين أشاروا إلى أن الخطوة من الصعب أن تعيد الأمور إلى ما كانت عليه قبل بداية الانهيار، معتبرين أن خفض الانتاج قد يعوض بشكل نسبي الأسعار لكنه كان "أقل مما كان السوق يأمل به" نظرا لتضرر الطلب بسبب الإغلاقات جراء فيروس كورونا المستجد في العالم، ولن يكون بالإمكان الخروج من الأزمة إلا أذا تبددت المخاوف نهائيا من أزمة الفيروس التي يبدو أن تأثيراتها مازالت ستتواصل لأشهر.

كما أن الدول المورّدة لن تكون من الراضين على الاتفاق باعتبار أن أي نزول في سعر البرميل ستكون له تبعات إيجابية على موازناتها وهذا ما عبّر عنه مسؤولو بعض الدول الذي أشاروا إلى أن نزول دولار واحد في سعر البرميل يساهم في التخفيف عن الموارد المالية للدولة. بالإضافة إلى أن تلك الدول وفي ظل حالة الحجر المنزلي المفروضة من العديد منها، فإن نسبة الاستهلاك الطاقي ستكون في أدنى مستوياتها.

أوبك+ الدول المصدرة للنفط السعودية روسيا الولايات المتحدة
المرصد
الأسبوع