تقارير

أسهم عصير البرتقال الرابح الأكبر من كورونا

بوابة إفريقيا الاقتصادية

عصفت التداعيات الاقتصادية السلبية الناجمة عن تفشي وباء «كورونا» (كوفيد-19) في مختلف أنحاء العالم بأسعار الأسهم والسلع المختلفة، إلا أن دوماً هناك استثناء.

وكان عصير البرتقال واحداً من أبرز الاستثناءات التي استطاعت أن تنجو من مذبحة الأسهم في زمن «كورونا».

فبحسب تقرير نشرته أمس شبكة «سي إن بي سي» الإخبارية الأمريكية، شهدت العقود الآجلة لعصير البرتقال «تسليم شهر مايو المقبل» ارتفاعاً استثنائياً خلال الربع الأول من العام الجاري، حيث بلغت نسبة الارتفاع 20,5%، ليستقر سعر الرطل الواحد عند 1,20 دولار.

وبلغت الزيادة في سعر عصير البرتقال خلال شهر مارس الماضي فقط 25%.

وجاء هذا الارتفاع الهائل في سعر عصير البرتقال في وقت عانت فيه الأسهم العالمية الكبيرة انهياراً حاداً خلال الفصل الأول من العام الجاري بسبب «كورونا».

ويكفي أن نعلم أن كلاً من مؤشري «داو جونز» لأسهم الشركات الصناعية الأمريكية و«إس أند بي 500» لأكبر 500 شركة أمريكية مدرجة في كافة البورصات قد فقد ما يزيد على 20% من قيمته خلال نفس الفترة.

وكان الوضع أسوأ بالنسبة للعديد من السلع الاستراتيجية، ومنها النفط الذي شهدت أسعاره انحداراً مدوياً أشبه بالجنون أودى بما يزيد عن 65% من قيمتها في غضون أقل من شهرين.

وبدا عصير البرتقال كما لو كان يغرد وحده خارج سرب انخفاض الأسهم. ولا يشاركه سوى القمح فقط، والذي ارتفعت أسعار عقوده المستقبلية خلال الفصل الأول من 2020، ولكن بمعدلات خجولة لم تتجاوز 1,8%.

ويرى فرانسوا سونفيل، كبير المحللين المتخصصين في أبحاث المشروبات لدى شركة «رابو بنك» الهولندية لتمويل المشروعات الغذائية، أن الطلب على عصير البرتقال ارتفع على نحو لافت بعد تفشي «كورونا».

ويقول سونفيل: «حينما يُصَاب الناس بفيروس «الانفلونزا»، يحتسون كميات كبيرة من عصير البرتقال للاستفادة من فيتامين «ج». وعلى الرغم من عدم التأكد حتى الآن من وجود دور إيجابي لهذا الفيتامين في مواجهة «كورونا»، إلا أنه من المؤكد أنه يعزز مناعة الجسم. ومن ثم، كان الارتفاع الحاد في الطلب على عصير البرتقال بعد تفشي الوباء. وبالتالي، ارتفاع، سعره».

وأوضح سونفيل أن ثمة أسبابا أخرى ساهمت في ارتفاع أسعار عصير البرتقال، ومنها الانخفاض المتوقع في كمية محصول البرتقال المتوقع انتاجها هذا الموسم في البرازيل، أكبر دولة مُصَدًرِة لعصير البرتقال على مستوى العالم، وذلك بسبب سوء المناخ.

وأضاف سونفيل: «وجاء الاضطراب العنيف في سلاسل الإمداد العالمية عموماً بسبب «كورونا» ليعزز الارتفاع في الطلب على عصير البرتقال».

وقال سونفيل أنه لا يستطيع التنبؤ بإمكانية مواصلة الارتفاع في أسعار عصير البرتقال حتى تصل إلى 1,50 دولار للرطل الواحد، من عدمها.

المرصد
الأسبوع