تقارير

مركز تاريخي للملابس في نيويورك يكافح من أجل البقاء

بوابة إفريقيا الاقتصادية

عمل آلاف الأشخاص خلف ماكينات الخياطة ومعظمهم من المهاجرين من آسيا وأميركا اللاتينية، لصنع الملابس في الورش القليلة المتبقية في حي الملابس "غارمنت ديستريكت" الشهير في نيويورك المهدد بالزوال.

في الأسابيع التي سبقت أسبوع الموضة في نيويورك، كانت المصانع في أوج نشاطها لأنها كانت تعد ملابس فاخرة جاهزة للعرض على المنصات لكن إلى متى يمكنها الاستمرار في العطاء؟

فقد خسر هذا الحي الصغير الواقع بين ناطحات السحاب القريبة من ساحة تايمز سكوير 95 % من قوته العاملة منذ فترة ذروته في الخمسينات عندما استخدم مئات الآلاف من الناس.

وقال روبرت دي بارميت أستاذ التاريخ في جامعة "سيتي يونيفرسيتي أوف نيويورك"، إن هذا الحي "كان جزءا من روح نيويورك وقوامها وقلبها".

وقد دفعت الزيادة في كلفة الإنتاج الكثير من المصنعين إلى نقل الإنتاج إلى الخارج، وليس إلى الصين بل إلى باريس وميلانو ولندن.

هذه المدن الأوروبية هي موطن لأسابيع الموضة المرموقة أكثر من نيويورك، كما أنها تتلقى المزيد من الدعم الحكومي.

وما زال هناك حوالى 400 شركة لتصنيع الملابس والأزرار وغيرها من القطع المتعلقة بالأزياء تعمل في المنطقة المعروفة أيضا باسم حي الموضة، وفقا لتحالف غارمنت ديستريكت، وهي توظف حوالى خمسة آلاف عامل.

وقالت غابريال فيرارا البالغة من العمر 29 عاما والتي تملك شركة "فيرارا" للتصنيع مع والديها "رأيت الكثير من الشركات تغلق هذا العام والعام الماضي".

وأضافت لوكالة فرانس برس "لا أعرف ما هو الحل لكننا بالتأكيد في مرحلة حرجة من تاريخ الحي".

توظف فيرارا ما يصل إلى 75 شخصا لخياطة الملابس في الأسابيع الثلاثة التي تسبق أسبوع الموضة الأول في نيويورك للعام 2020 والذي بدأ الخميس.

ويقول المصممون إن "غارمنت ديستريكت" هو محطة فريدة من الصعب العثور على مماثل لها في أي مكان آخر.

نظرا إلى إغلاق الكثير من المتاجر في المنطقة، انخفض عدد الزبائن ما أجبر المتاجر المتبقية على تحويل تركيزها من مصممي الأزياء إلى زبائن آخرين.

وحاليا، تبيع المتاجر في معظم الأحيان ملابس لمسرحيات تعرض في برودواي إضافة إلى ممثلي السينما والمسلسلات التلفزيونية التي تعرض على "نتفليكس" و"امازون برايم".

بالنسبة إلى رئيسة مانهاتن غايل بروير، من الضروري أن تبقى المنطقة قائمة إذ انها توفر الآلاف من الوظائف ذات الأجور الجيدة.

وأوضحت لوكالة فرانس برس "كثير من العمال هناك مهرة جدا. يمكن أن يدفع مبلغ 40 دولارا أو أكثر في الساعة مقابل هذا العمل. لا يمكننا أن نفقد هؤلاء الخياطين وهذه الشركات المصنعة. إنها فريدة من نوعها".

وقال كوري جونسون رئيس مجلس مدينة نيويورك، إن المنطقة "جزء رئيسي من اقتصاد الموضة في المدينة الذي يعد محركا اقتصاديا وملاذا ثقافيا في مدينة نيويورك".

وأضاف "رغم أن موقع هذه الصناعة قد تغير، فما زال يشكل جزءا مهما مما نحن عليه كمدينة ومما سنكون عليه، كما نأمل، خلال السنوات المقبلة".

وقد غضب المدافعون عن "غارمنت ديستريكت" بعدما ألغت البلدية برئاسة بيل دي بلازيو قواعد تقسيم المناطق التي أجبرت مالكي الأراضي على توفير مساحة لمصنعي الملابس في العام 2018.

كما استثمرت الملايين في موقع جديد لإنتاج الملابس في بروكلين.

وقادت بروير وجونسون معركة مضادة ما أجبر إدارة بيل دي بلازيو على تقديم تخفيضات ضريبية لمستأجري شركات تصنيع الملابس، كما حصلا على أموال لشراء مبنى لضم مصنعي الملابس وتجار التجزئة والذي ما زال يتعين العثور عليه.

وقال جونسون إنه ما زال "من المبكر" تحديد ما إذا كانت الخطط ستنجح لكن فيريرا تحذر من أن الوقت ينفد.

وهي أوضحت "لا أرى أن الخطة تعمل بسرعة كافية".

المرصد
الأسبوع