اغتيال سليماني يدفع أسعار النفط إلى ارتفاع قياسي
بوابة إفريقيا الإخبارية - وكالاتبوابة إفريقيا الاقتصاديةقفزت أسعار النفط أمس الجمعة بأكثر من 4 بالمئة بدفع من مخاوف أثارها تهديد إيران بردّ قاس على اغتيال واشنطن لقائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني وأبومهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي في غارة فجر الجمعة حين كان موكبهما في طريقه لمطار بغداد الدولي.
وأثارت عملية اغتيال سليماني والمهندس مخاوف من ردود انتقامية تنفذها إيران أو وكلاؤها في منطقة الشرق الأوسط الغنية بالنفط وحيث يحتفظ الحرس الثوري الإيراني بنفوذ واسع في المضائق الحيوية لإمدادات العالم من الطاقة والملاحة البحرية ومنها مضيق هرمز ومضيق باب المندب في البحر الأحمر قبالة اليمن.
وارتفع سعر برميل برنت نفط بحر الشمال في تعاملات بورصة لندن الصباحية بنسبة 4.5 بالمئة، بينما ارتفع سعر برميل النفط الخام الخفيف (لايت سويت كرود) بنسبة 4.1 بالمئة وسط قلق المتعاملين من تصعيد خطير في التوترات، إلا أن الأسعار عادت إلى الهبوط قليلا في فترة بعد الظهر.
وقالت كيلين بيرتش الخبيرة الاقتصادية العالمية في 'ايكونومست انتلجنس يونيت'، إن السوق يخشى من اتساع النزاع، مضيفة "الأهمية لا تأتي بشكل خاص من احتمال خسارة إمدادات النفط الإيراني بل من خطر إشعال نزاعات أوسع تنجر إليها العراق والسعودية وغيرها من الدول".
وقالت إن "هناك كذلك خطرا كبيرا من أن تشن إيران هجوما على السفن الأميركية في المنطقة وهو ما يمكن أن يعرقل تدفقات النفط الخام المنقول بحرا ويتسبب في المزيد من ارتفاع الأسعار".
وكانت أسعار النفط شهدت ارتفاعا كبيرا في 14 سبتمبر/أيلول 2019 بعد هجمات على منشآت النفط السعودية أدت إلى خفض إنتاج الرياض من النفط إلى النصف.
وحمل ترامب إيران مسؤولية تلك الهجمات وكذلك مسؤولية تفجير ناقلات نفطية في الخليج العام الماضي.
وقللت بيرتش من احتمال نشوب حرب واسعة ووصفت ارتفاع أسعار النفط الجمعة بأنها "طفيفة نسبيا" لحد الآن، مضيفة "لا نتوقع أن نرى ارتفاعا كبيرا في يوم واحد، مثلا بنسبة 10 بالمئة" التي شهدناها في سبتمبر/أيلول 2019 بعد الهجمات على منشآت النفط السعودية.
وقالت "رغم أن هذه الضربة هي أكبر تصعيد شهدناه في التوترات الأميركية الإيرانية حتى الآن، لا نتوقع أن تدخل الولايات المتحدة وإيران في حرب شاملة يمكن أن تؤثر على النفط وتعرقل سلسلة الإمداد في المنطقة".
ودفعت الأزمة المستثمرين إلى التوجه إلى الخيارات الأكثر أمانا ومن بينها العملات حيث ارتفع الين بنسبة 0.6 بالمئة مقابل الدولار وكذلك الذهب الذي ارتفع إلى أعلى مستوى منذ نحو أربعة أشهر.
وتعرضت البورصات للضغوط من عمليات جني الأرباح بعد تحقيق مكاسب قوية مؤخرا، حيث انخفضت بورصة فرانكفورت بنسبة تقارب 1.5 بالمئة كما سجلت الأسواق الأوروبية الأخرى خسائر أقل.
وسجلت البورصات الأميركية انخفاضا عند بدء تعاملاتها الجمعة، فبعد 20 دقيقة من بدء التداول انخفض مؤشر داو جونز بنحو 0.7 بالمئة وانخفض مؤشر ستاندرد ان بورز بنفس النسبة، بينما خسر مؤشر ناسداك لشركات التكنولوجيا بنسبة 0.8 بالمئة.
وكانت المؤشرات أغلقت على مكاسب الخميس، إلا أن مقتل سليماني هز الأسواق التي سجلت العديد من الأرقام القياسية خلال الأسابيع الماضية.